التحكم بالرأس و الاتزان عند الاطفال
يولد الأطفال بقدرة ضعيفة للغاية على التحكم بالرأس وعضلات الرقبة. تنمو لديهم هذه المهارة الأساسية على مراحل خلال الأشهر الستة الأولى من العمر، وتكون الأساس في جميع الحركات التي تلي ذلك مثل الجلوس والمشي .التحكم بالرأس
متى يمكن التحكم بالرأس
تصبح عضلات الرقبة لدى معظم الأطفال قوية بما يكفي لحمل رؤوسهم في عمر الستة أشهر تقريباً.
كيف يحدث ذلك؟
المواليد الجدد
لأن عضلات رقبة طفلك تكون ضعيفة جداً عند الولادة، يعتمد عليك في إسناد رأسه وعنقه على الأقل خلال الشهر الأول تقريباً. ربما تكون هذه هي الطريقة التي تمنحك بها الطبيعة فرصة التفاعل مع طفلك وجهاً لوجه. عندما تحملينه بين ذراعيك، استمتعي بفرصة النظر إلى عينيه، فيساعدك ذلك على تكوين الرابطة الوثيقة معه وجعله يشعر بأنه محبوب.
من عمر الشهر حتى الشهرين
مع نهاية شهره الأول، يستطيع رفع رأسه للحظات وتحريك رأسه من جانب إلى آخر حين يستلقي على بطنه. عند بلوغه ستة إلى ثمانية أسابيع، ولو كان يتمتع بالقوة اللازمة، سيرفع رأسه عند استلقائه على ظهره. حين تحملينه على كتفك، سيتمكّن من رفع رأسه بترنّح ولفترة قصيرة. كما يمكنه رفع رأسه عند الجلوس في مقعد السيارة المخصص للأطفال، أو حمّالة الأطفال، لكنه لا يكون قادراً على ركوب عربة الأطفال للتنزّه أو حمله في حمّالة الظهر. انتظري حتى يستطيع حمل رأسه باعتدال من دون مساعدتك لتتمكّني من استخدام هذه الأدوات. أما الآن، فتستطيعين وضعه في كرسيه الهزاز ليرى العالم من حوله.
من عمر الثلاثة إلى الأربعة أشهر
في هذا الوقت، ستلاحظين تحسناً ملفتاً في تحكمه برأسه. يمكنه الآن حمل رأسه بزاوية 45 درجة عند الاستلقاء على بطنه وإبقائه مرفوعاً لفترة. كي تساعديه على تقوية عضلات رقبته وتتسلّي معه أيضاً، ضعي طفلك على ظهره واجذبيه من يديه ببطء حتى يصبح في وضعية الجلوس، ثم أرجعيه ببطء إلى أسفل في وضعية النوم على الظهر وكرري التمرين. في هذا السنّ، يمكنه حفظ رأسه متوازياً في خط مستقيم مع بقية جسمه عند جذبه. قد يكون طفلك مستعداً لركوب عربة الأطفال للتنزه في سنّ الأربعة أشهر، شرط أن تلتزمي بالسير على الرصيف في هذه الفترة.
من عمر الخمسة إلى الستة أشهر
في عمر الستة أشهر تقريباً، يستطيع طفلك تثبيت رأسه مستقيماً، ويحنيه إلى الأمام عند جذبه إلى وضعية الجلوس
. ما هي الخطوة التالية؟
بعدما أصبح طفلك قادراً على التحكّم الجيد برأسه، يستطيع الانتقال إلى مرحلة الجلوس والتقلب من جهة إلى أخرى والحبو أو الزحف. يعتبر التحكّم بالرأس ضرورياً أيضاً كي يتمكّن من ابتلاع الأطعمة الصلبة والجلوس على الكرسي العالي المخصص للأكل.
دور الأم
لا يوجد الكثير لتقومي به كي تشجعي عملية تطوّر التحكم بالرأس، باستثناء أن تتوخي الحذر. في الشهور الأولى على وجه الخصوص، سوف تحتاجين إلى إسناد عنق ورأس طفلك بكفّ يدك عندما تحملينه خارج مهده أو تتنقلين به بين الغرف. من وقت لآخر، ضعيه على بطنه ليرفع رأسه وصدره بهدف أن يراك أنت أو لعبه ويقوم بذلك بتقوية عضلات رقبته. بين الشهرين الثالث والسادس، قد تحتاجين إلى وضعه جلوساً في كرسي أو على السرير (لكن تأكدي من أنه ليس قريباً من الحافة وأنك معه طيلة الوقت). هذا أمر صحيح طالما أن رأسه وعنقه مسنودان جيداً. ستؤدي الوسائد هذه المهمة على خير ما يرام، أو يمكنك وضعه في حضنك بحيث يكون رأسه مسنوداً إلى بطنك. اجعليه يجلس في مناطق مختلفة من البيت حتى يتغير المشهد أمامه كل مرة ويرى أشياء مختلفة. تأكدي فقط من أنه في مكان آمن، بعيداً عن حافة الأريكة (الكنبة) أو أي مكان آخر قد يسقط منه.
متى يستدعي الأمر القلق؟
إذا بدا لك أن طفلك يجد صعوبة في رفع رأسه ولو قليلاً في سنّ الثلاثة أشهر، اعرضي الأمر على طبيبك في الزيارة المقبلة. تنمو قدرات الأطفال بشكل متفاوت، فالبعض منهم يكتسب المهارات أسرع من البعض الآخر، ومهارة التحكم بالرأس ليست استثناءً. قد يتأخر الأطفال الخدّج (المولودون قبل أوانهم) في اكتساب هذه المهارة وغيرها مقارنة مع أترابهم من المرحلة العمرية ذاتها. اسألي طبيبك إذا كنت قلقة في هذا الشأن.
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق